نوافذ الزجاج الملون في اليمن (القمريات)
العدد 54 - ثقافة مادية
مقدمه البحث:
تعتبر القمريات المعشقة بالزجاج الملون من أهم العناصر المعمارية في اليمن حيث تستخدم بكثرة في الواجهات المعمارية للبيت اليمني وخاصة في المحافظات الشمالية والوسطى وقد ساعد توفر الخامات المناسبة لهذا النوع من النوافذ على ظهورها منذ وقت مبكر فقد كانت القمريات قديما تصنع من أحجار الرخام الشفاف(الآلباستر) وكانت عبارة عن نوافذ دائرية أو شبه دائرية تثبت أعلى النوافذ وكان الغرض منها الإضاءة فقط حيث تثبت أعلى النوافذ الخشبية المتحركة بشكل منفصل عنها وكانت هذه النوافذ سابقاً تثبت بمادة القضاض وهي مادة تستخرج من سحق وطحن نوع من الأحجار البيضاء متوسطة الصلابه - متوفرة في مُعظم جبال اليمن - تتحول بفعل مزج مسحوقها إلى خليط يشبه الإسمنت في الوقت الحاضر واستخدمت شرائح المرمر الشفاف لتغطية النوافذ في فترات التاريخ القديم في اليمن بكثرة وكانت العقود العربية على شكل دائرة موجودة في القصور اليمنية القديمة وهذا دليل على أن القمرية ليست وليدة عصرنا هذا حيث ما زالت تستخدم في المنازل القديمة في صنعاء نماذج من نوافذ الرخام في النوافذ المغلقة والتي يكون الغرض منها الإضاءة فقط وكانت القمرية قديما تصنع من القضاض والرخام الشفاف فقط وبعد ظهور الزجاج الملون وتوفره في أسواق اليمن بكثرة استبدل اليمنيون الزجاج الملون بدلاً من الرخام الشفاف واستبدلوا الجص بدل القضاض الحجري ويقال كان أول ظهور واستخدام للزجاج الملون في القمريات بدلاً من الرخام في العصر المملوكي والفاطمي والأيوبي ولكن الازدهار والاستخدام الواسع للزجاج الملون في النوافذ والقمريات كما تؤكده المصادر كان في العصر العثماني عند توسع حكمهم إلى اليمن حيث جلب الأتراك الزجاج الملون معهم إلى اليمن وكان أن استخدم اليمنيون الزجاج الملون في النوافذ الجصية بدلاً من الرخام والزجاج الشفاف وأصبحت النوافذ الجصية الملونه والتي يطلق عليها (القمريات) جزءاً لا يتجزأ من العمارة اليمنية إلى وقتنا الحاضر ولعبت خامة الجص القابلة للتشكيل دوراً في تنويع أحجام وأشكال القمريات حيث أصبحت النوافذ الجصية أكبر نسبياً من قمريات الرخام الصغيرة وتعددت الزخارف والأشكال لهذه التحفة القابلة للتشكيل والتنويع بفعل سهولة النحت والحفر عليها كما ساعدت ألوان الزجاج في تحويلها إلى لوحة فنية تزين المنزل اليمني من الداخل والخارج حتى صارت جزءاً من المنازل في اليمن ولا يكاد يخلوا منها منزل في أغلب المحافظات اليمنية خاصة الشمالية منها.
مصطلحات البحث:
قبل دخولنا في موضوع القمريات في اليمن علينا أولاً أن نعرض تعريفاً لبعض وأهم التسميات والمصطلحات للنوافذ المعشقة بالزجاج في الوطن العربي والتي تتشابه في بعض البلدان وتختلف أحيانا من بلد إلى آخر كما نعرض تعريفات لأهم المصطلحات التي وردت بكثرة في هذا البحث حتى تكتمل الرؤية للقارئ الكريم.
1) النوافذ:
معنى نافذة في (معجم الوسيط) «جمع نافذة وتعني الشباك وفي المعجم الغني النوافذ جمع نافذة وهي فتحة في الحائط ينفذ منها الهواء إلى البيت» وفي معجم اللغة العربية المعاصر جمع نافذة وصيغة المؤنث لفاعل نفذ –ومعناها شباك في حائط أو سقف ينفذ منه الضوء والهواء إلى الحجرة وغيرها «ويطلق مصطلح نافذة على الفتحات التي ينفذ منها الضوء وجاء شرحها في المعجم الوسيط بأنها «مناور والمنور الكوة أو النافذة الصغيرة يدخل منها النور»1 والنوافذ في المعمار العربي عبارة عن فتحات ينفذ منه الهواء والضوء إلى الداخل وتطلق في الغالب على الفتحات التي تزين واجهات المباني بهدف جمالي أو بهدف التهوية» والنافذة هي صفة للطاقة إذا كانت تخترق الحائط إلى الجانب الآخر والطاقات على نوعين صماء ونافذة فالأولى للزخرفة أو حفظ المتاع والثانية للتهوية والإضاءة والإشراف إلى الخارج2.
2) الجص:
الجص أو (الجبس) نوع من الأحجار الجيرية التي تحرق وتُطحن على شكل مسحوق دقيق وتستخدم كخليط لتغطية الجدران أو في البناء مثل الاسمنت وتشكل به الزخارف والتحف وغيرها من الاستخدامات «وإسمه العلمي الحجر الجيري أو (كربونات الكالسيوم) ويسمى أيضا جبس ويقال يسمى جبس عندما يكون من البودرة التي يخلفها قطع الأحجار ويسمى جص عندما نضيف إليه الماء فيصبح لينا قابلا للتشكيل وهو سريع الجفاف عشرات المرات مقارنة بالاسمنت ويمكن أن يجف في دقائق قليلة ويحتاج إلى مهارة عالية من الحرفي للتحكم فيه»3
3) الزجاج:
الزجاج هو كل سطح شفاف أو ملون ينفذ منه الضوء إلى الجانب الآخر أما كيميائيا فقد«عرفت المجلة الأمريكية لاختبار المواد عام 1945م الزجاج بأنه مادة عضوية ناتجة من الانصهار وبردت إلى درجة لا يحدث معها تبلور وهي بصفة خاصة مادة صلبة سهلة الكسر والتشكيل وقد تكون عديمة اللون أو ملونه»9.
4) النوافذ الجصية المعشقة بالزجاج:
تتنوع التسميات التي عرفت بها النوافذ الجصية المعشقة بالزجاج الملون من بلد إلى آخر فتسمى في مصر (الشمسيات) وتسمى في اليمن (القمريات) وتسمى في المغرب العربي (الشماسات) وفي بلاد الشام يُطلق عليها (المخرمات) وهناك مصطلح حديث يطلق عليها إسم ستائر الضوء ومن هنا نستنج أن هناك عدة تسميات وتعريفات للنوافذ الجصية.
5 ) الشمسيات:
جاء في المعجم الوسيط- شُمس وهن شوامس (أشمس) اليوم ونحوه: شمس (شامسه) مشماسه شماسا : عاداه وعانده (شمس) عبد الشمس وعرض الشيء للشمس ليجف وييبس وتشماسا تعاديا وتعامدا و(تشمس) مطاوع شمسه وتعرض للشمس ومنع ما وراء ظهره ويقال يوم شامس ذو شمس والشمس النجم الرئيسي الذي تدور حوله الأرض وسائر كواكب المجموعة الشمسية4 والشمسيات كلمة مشتقة من كلمة شمس ومن كلمة شماسيه أي منفذ لدخول الشمس وربما استلهمت هذه التسمية من كونها تدخل الشمس إلى المباني فأطلق عليها الشمسيات حيث تشتهر هذه التسمية في مصر وتطلق على النوافذ الجصية المستطيلة المعشقة بالزجاج الملون ويوجد لها عدة أشكال فمنها ما هو طولي ومنها ماهو بيضاوي وتصنع بغرض الزينة أو الإضاءة، حيث أنها مغلقة تماما بشتى الألوان، ولا ينفذ منها الضوء إلا بقدر ضئيل، وإنما بغرض وإضفاء شيء من الخشوع والهدوء النفسي والنورانية، على المكان وهناك نوعان من النوافذ – الأول يسمى - شمسية – وهو المستطيل ذو القمة البيضاوية والثاني – يسمى – قمرية وهو المستدير الذي يعلو قمة نافذتين شمسيتين»5.
وعرف باحثون «شمسيات مصر» أنها تلك النوافذ الجصية التي تكون على شكل مستطيل ممتد يختتم على شكل دائرة أو نصف دائرة أو مثلث من الأعلى وتكون مصنوعة من الجص ومعشقة بالزجاج «والشمسيات وصف للنوافذ المصنوعة من الحجر أو الرخام أو الجص المفرغ بزخارف هندسية أو نباتية أو كتابية وغالبا ما تملأ النوافذ بزجاج ملون»6.
6 ) القمريات:
القمرية كما جاء في المعجم العربي الوسيط لغة: اسم مؤنث مستخرج من كلمة قمر وهو اسم لنافذة والقمرية اسم لطائر واسم لنبات وأيضا يقال ليلة مقمرة أي ليلة مضيئة ويطلق اسم وجمع المؤنث للقمرية قماري والقمري نوع من الحمام حسن الصوت ظهره إلى الزرقة الرصاصية وعنقه بنفسجي المواج منقاره أسود عيناه برتقاليتان جفونهما حمر وأنثاه أصغر من الذكر وهناك السنة القمرية والأشهر القمرية وهي بحسابات فلكية وهناك كلمات ذات صلة بالقمرية مثل إقمار أقمر وتقمر وتقامر وتقمير وقماري وقمراء قمرة وقمير وقمار بكسر القاف وقامر ومتقامر ومقمر ومقامر بضم الميم ومقامرة ومقمور وقمر فلانا قمرا غلب عليه القمار ويقال قمرت فلانة قلبه أي شغفته حبا وأقمر الهلال صار قمرا وذلك في الليلة الثالثة من الشهر والليلة أضاءت بنور القمر والقوم طلع عليهم القمر وتقامروا لعبوا القمار والأقمر وجه أقمر شبيه بالقمر والقمر جرم سماوي يدور حول كوكب أكبر منه ويكون تابعا له»7.
وفي اليمن يطلق إسم قمرية على الجزء العلوي من النوافذ التي تكون في الغالب بشكل نصف دائرة وربما أستلهمت التسمية من شكل القمرية المشابه للقمر بشكل نصف دائرة وهي تعلو النافذة ويفصلها عن الجزء السفلي من النافذة عمود عرضي يسمى (عتبة) ويكون من الخشب أو الحجر يفصل العقد عن النافذة ويشكل رف من الداخل والقمرية نافذة للضوء كانت قديماً تصنع من الرخام الزجاجي الشفاف ثم استخدم لصناعتها لاحقاً مادة الجص المعشق بالزجاج الملون على شكل زخارف نباتية أو حيوانية أو هندسية وأحيانا تضاف عليها كتابات تتناسق مع زخرفتها وتختلف تسمية القمرية في بعض الأماكن في اليمن فيطلق عليها التخريم8 وأيضا تسمى العقود نسبة إلى شكل العقد العربي الذي تكون عليه غالبية القمريات.
7 ) النوافذ الرخامية:
وهي عبارة عن نوافذ تصنع من الرخام الشفاف المرمر والذي يتوفربشكل نادر في بعض جبال المنطقة العربية واشتهرت به اليمن وتصنع النوافذ الرخامية عن طريق تشذيب وصقل هذا النوع من الحجر وتحويله إلى ألواح يصل سمكها إلى مايقارب سنتمتر واحد وتوجد ومازالت هناك في اليمن بعض من الورش لحرفيين متخصصين بصقل وصناعة هذه النوافذ المصنوعة من الرخام والحجر الشفاف وتعتبر النوافذ الرخامية من العناصر المهمة والمميزة في تشكيل واجهات المساكن التقليدية في اليمن وبالذات صنعاء القديمة وتسمى بالقمرية الرخامية وقد أطلق عليها هذا المصطلح لشبهها الشديد بشكل القمر عند سقوط الضوء عليها فتعكس وهجا خافتا كضوء القمر ولكونها شفافة حيث استخدم في صنعها مادة الرخام المصقول الشفاف (الألباستر)9.
والقمرية في مصر تطلق على النوافذ الجصية التي تعشق بالزجاج وتكون على شكل دائرة وليس نصف دائرة كما في اليمن وأما يقابل مصطلح قمرية في اليمن فهو مصطلح الشمسيات والقمريات والشماسات والمخرمات في كل من بلاد الشام والمغرب ومصر وباقي الدول العربية
8 ) قندليات:
مصطلح قندليات مشتق من مصطلح قنديل وجاء في المعجم الوسيط (القنديل) مصباح كالكوب في وسطه فتيل يملأ بالماء والزيت ويشعل بهدف الضوء11 وفي محاضرة ألقاها الدكتور محمد عبد الرحيم أستاذ الزجاج في كلية الفنون التطبيقية في جامعة القاهرة «يطلق هذا المصطلح على مجموعة من الشمسيات الجصية المعشقة بالزجاج التي تكون بشكل وحدة تشبه القنديل»10 ويبدوا أن التسمية جاءت من التشبيه بالقناديل كما التي كانت تصنع في مصر قديما بأكثر من شكل ويبدوا أن المعماري نفذ هذه التصميمات للتشبه بالقناديل القديمة ذات التفرعات التي كانت تستخدم للإضاءة وهذا يوضح لنا مدى ذكاء المعماري المصري في هندسة واختزال الأشكال واستخراج وابتكار تصميمات جديدة.
9 ) القندليات (قندلون):
القندلوم او القندلون تسمية تطلق على أكثر من شمسية رتبت مع بعضها بشكل متقارب بحيث تبدوا وحدة واحدة وغالبا تكون من شمسيتين متوازيتين طوليا تتوسطهما قمرية مدورة في الأعلى ويوجد أمثلة على ذلك في جامع السيدة نفيسة في القاهرة11 كما نشاهدها موجودة في غالبية المساجد والأضرحة في مصر التاريخية كما في ضريح ابن قولون كما توجد نماذج من القنلونان في بعض الكنائس التاريخية كما في الكنيسة المعلقة في القاهرة بالقرب من الفسطاط القديمة ويطلق في مصر مصطلح القندليات على الشمسيات المركبة وتسمى - قنديلية –قندلوم – قندلون- وتطلق على واجهة مركبة من عدة شمسيات منظمة بشكل مرتب كوحدة كاملة جوار بعض»12.
10 ) القندلون المركب:
القندلوم المركب وهو يطلق على الإطار أو الجدار الذي يحتوي على أكثر من قندلوم بجوار بعض فيشكل لنا مجموعة من الشمسيات والقمريات في وحدة زخرفية متناسقة تركب بشكل يعطي وحدة بصرية لمجموعة من القندلونات المتجاورة13.
تأريخ ظهور القمريات والشمسيات
في الوطن العربي:
تعددت أراء علماء التاريخ حول أول ظهور للقمريات والشمسيات المعشقة بالزجاج ويرى الكثير من الباحثين أن هذا الفن هو فن عربي خالص ويرون أنه نشأ وترعرع كفن إسلامي في مختلف الدول العربية والإسلامية وقد اختلفت الآراء حول مكان النشأة الأولى لهذا الفن فنجد البعض يرى أن أول استخدم للزجاج الملون كان في بلاد الروم وأنهم ربما نقلوه إلى العرب عند إحتلالهم لبعض الدول العربية قبل الاسلام وينفي هذا الرأي الكثير من علماء الأثار ويستدلون على ذلك بأن صناعة الزجاج قد وجدت في كل من مصر والعراق وبلاد الشام واليمن في العصور القديمة وهناك فريق أخر يرى أن النوافذ الجصية تطورت عن النوافذ الرخامية التي كانت تستخدم ألواح الرخام والمرمر الشفاف والتي كانت موجودة قديما في كل من مصر واليمن واستدلوا على ذلك بالنوافذ الرخامية في عمارة صنعاء القديمة وبالفتحات الزجاجية القديمة من الرخام الشفاف السميك التي كانت تترك نافذة تنفذ بالضوء إلى غرف الدفن والتوابيت للموتى في مصر القديمة وقد تطورت هذه النوافذ الرخامية فترة الفتح الإسلامي في غالبية الدول العربية واشتهرت اليمن قديما بتصدير ألواح الرخام الشفاف إلى بعض دول العالم القديم ويذهب البعض إلى أن النوافذ الرخامية ربما انتقلت عن طريق اليمنيين المشاركين في الفتوحات الإسلامية لبلاد الشام ومصر والمغرب العربي حيث كانت القبائل اليمنية تمثل الجزء الأكبر من جيش الفتح الإسلامي حيث كانت هناك مشاركة كبيرة للقبائل اليمنية وغيرها من القبائل العربية في بناء المساجد الإسلامية القديمة وكذلك يؤكدون ذلك بما جاء في المصادر القديمة عن بناء مدينة الفسطاط والجيزة القديمة التي بناها الفاتحون العرب إبان دخولهم إلى مصر وذكرت ذلك عدد من المصادر التاريخية مثل كتاب فتح العرب لمصر وكتاب يمانيون حول الرسول وكتب الفتوحات الإسلامية القديمة ويستدل بعض الباحثين بوجود شبة كبير بين نمط العمارة في اليمن القديم وبين نمط العمارة في الفتره الإسلامية إبان الفتح الإسلامي ويظهر هذا التشابه في شكل البناء والجدرات السميكة ذات البطانتين وفي شكل النوافذ والعقود ومنها العقد العربي الذي سمي بهذا نسبة إلى العرب الذين جلبوه معهم والذي يكون بشكل نصف دائرة ونجده منتشراً بكثرة في العمارة اليمنية القديمة وربما نقلته القبائل اليمنية والعربية أثناء مرورها ببلاد الشام ومصر والعراق وفارس والمغرب العربي والأندلس وربما استخدم في البداية الرخام الشفاف والمصقول ونستنتج من كل هذه الآراء أن النوافذ الجصية المعشقة بالزجاج الملون تطورت عن تلك النوافذ الرخامية التي كانت موجودة منذ القدم في كل من مصر واليمن وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي حيث استبدل الزجاج مكان الرخام الشفاف في عصور لاحقة ويؤكد هذا الرأي تلك النوافذ الرخامية التي استخدمت بكثرة في مدينة صنعاء القديمة والتي يعود تاريخها إلى عصر ما قبل الإسلام وتلك النوافذ الرخامية أيضا التي استخدمت كمنفذ للضوء في مصر في التوابيت الصخرية التي كانت تنفذ بالضوء إلى حجرات الدفن في مقابر مصر القديمة ونافذ الرخام القديمة في قصر الحير الغربي في سوريا ويرى آخرون «أن النوافذ الزجاجية المعشقة بالجص كانت إحدى السمات التي تميز الفن المعماري الإسلامي بصنفيه الديني والمدني وكانت أول الأمر تصنع من الرخام الرقيق الذي يتميز بنوع من الشفافية مع انعكاس ضوء الشمس عليه ثم بعد ذلك صنعت من الجبس المفرغ بدون زجاج على هيئة زخارف هندسية ثم أضيفت لها أشكال نباتية وكتابية ثم وحدات آدمية وضلت فترة من الزمان مفرغة وكأنها منسوجات ضوئية ثم تطورت فأضيفت لها قطع من الزجاج الملون لسد الفراغات فأبرزت زخارفها وجمال تكوينها14ونحن إذ يهمنا النوافذ الجصية المعشقة بالزجاج الملون وتاريخ نشأتها فسوف نحاول أن نعرض لبعض الآراء للمؤرخين في هذا المجال حيث يرى البعض أن أول ظهور لهذه النوافذ كان في مصر» في مسجد أحمد إبن طولون والمحفوظة أربع نوافذ منه في المتحف المصري ويرجع تاريخها إلى 265ه وفي جامع الحاكم بأمر الله 403ه 1012م 15والبعض يرى أن هذا الفن قد وجد في سوريا قبل ذلك ويرجعون تاريخ نشأة هذا الفن إلى العصر الأموي ويؤيدون قولهم هذا بوجود النوافذ الجصية في قصر الحيرة الغربي والمسجد الأموي في دمشق ويذهب البعض إلى أن هذا الفن ربما قد نشأ في المغرب العربي ويستدلون على ذلك الشماسات المغربية التي كانت تصنع من الخشب وتعلوا الأبواب كمنافذ للضوء وهناك من يرجع نشأة هذا الفن إلى فلسطين ويستندون برأيهم هذا إلى النوافذ التي وجدت في مسجد قبة الصخرة الذي يعود إلى العصر الأموي ويرى البعض أن أول استخدام للزجاج الملون كان في العصر الفاطمي والأيوبي وكان ذلك بشكل بسيط لقلة توفر الزجاج آنذاك ويرون أن الإزدهار الأوسع للزجاج الملون كان في العصر العثماني عندما جلب الأتراك معهم الزجاج الملون إلى الدول العربية أثناء الحكم العثماني وأن النوافذ الجصية المعشقة بالزجاج الملون ويرى البعض أن النوافذ الجصية ربما جاءت إلى البلدان العربية من تركيا ولكن هذا الرأي بعيد جداً عن الحقيقة كون هذه النوافذ وجدت في تركيا بعد الفتح الإسلامي بوقت متأخر ونرى أن الزجاج الملون فقط هو من جاء إلى البلدان العربية أثناء الحكم العثماني كون الحكم العثماني جاء متأخرا جداً بينما وجدت الكثير من النوافذ الجصية في مختلف بلدان الوطن العربي قبل دخول الأتراك وحكمهم للبلدان العربية بمئات السنين.
ويؤيد الباحث الرأي القائل بأن النوافذ الجصية المعشقة بالزجاج تطورت عن النوافذ الرخامية الشفافة والتي كانت مستخدمة في بعض الحضارات العربية القديمة مثل مصر واليمن وبلاد الشام وكان المعمار اليمني القديم الأكثر حظا في هذا النوع من النوافذ سوءاً في تلك النوافذ المرمرية القديمة التي ما زالت موجودة في بعض واجهات المنازل والقصور والقرى القديمة أو في المعمار اليمني الذي مازال مستمراً إلى وقتنا الحاضر والذي يتميز بكثرة النوافذ الجصية والمرمرية في واجهات المنازل وهذا الاستخدام الواسع للنوافذ الرخامية والجصية لا يأتي من فراغ فمن الصعب علميا أن تظهر هذه النوافذ في معمار بشكل مفاجئ ويؤكد رأينا هذا ما جاء في وصف قصر (غمدان) في كتاب الهمداني الذي عاش في القرن الثالث الهجري بقوله «قصر غمدان يتكون من عشرين طابقا تزينه النوافذ وكان آخر طابق منه من الزجاج الشفاف يرى منه الطير في السماء ويعرف منه ما هي هذه الطيور»16.
المعتقدات الشعبية المرتبطة بالقمرية في اليمن:
أكدت المصادر التاريخية والتنقيبات الأثرية أن النوافذ في المباني كانت موجودة في اليمن القديم منذ أكثر من أربعة آلاف سنة حيث عبد اليمنيون القدماء الإله القمر واعتقدوا أن صناعة النافذة بشكل القمر يعتبر نوعا من التقديس في منازلهم وكانت تصنع من أحجار الألباستر الشفافة التي تصقل بسمك بسيط على شكل دائرة تدخل ضوءا خافتا يشبه ضوء القمر وكانت هذه النوافذ تمثل حماية وعناية الإلهة القمر بالمنزل ويقال رمز اليمنيون للإلهة القمر بنصف دائرة ورمزوا للآلهة الأم بدائرة كاملة وكان اليمنيون القدماء يعتقدون أن القمر يمثل الآلهة الأب والشمس تمثل الآلهة الشمس والزهره يمثل الآلهة الإبن ونجد الكثير من الرموز لهذه الآلهة في أثار ونقوش الحضارة اليمنية القديمة «وكانت هذه الألواح تجلب من المحاجر إلى شبام الغراس حيث يتم بعد ذلك عملية النشر والتسوية بواسطة آلات حادة وكانت اليمن مشهورة بتجارة ألواح المرمر وصنعت منه أشياء مختلفة الأغراض في البناء وكذلك في صناعة التماثيل والأواني وغيرها 17 ومازالت بعض المنازل في صنعاء القديمة تحتفظ بأنواع قديمة من القمريات بشكل قالب مرمري أو رخامي مصقول قاعدته مستطيلة أو مربعة في الأسفل، وينتهي من الأعلى بعقد مقوس منحوت من قطعة واحدة من المرمر أو الرخام البلوري المصقول الذي يسمح بنفاذ أشعة الشمس أو القمر إلى داخل المنازل اليمنية وكانت قطع الرخام قديما تجلب من مناطق محدودة للغاية أشهرها وادي ظهر القريب من العاصمة صنعاء أو من محافظة المحويت وكان ذلك قبل صناعة الزجاج ومنها ما هو موجود حاليا ويستخدم في تزيين نوافذ واجهات منازل مدينة صنعاء القديمة على شكل دائرة كاملة أو مستطيل مدور من أعلاه، وتشبه شكل القمر وهي مصنوعة من مادة الرخام (الألباستر) الذي يتم فركه حتى يصبح شفافا، والقليل فقط يعرف هذا النوع لقدمة وانقراض استخدامه ماعدا بعض المنازل القديمة ويحكي عنها كبار السن أن القمريات الرخامية استبدلت مع الزمن وكانت موجودة في منازلهم في صنعاء القديمة ويذكر أيضا المؤرخ فرانك مرمية الذي عاش في اليمن في تسعينات القرن العشرين لفترة أكثر من ثمان سنوات وذكر في كتابة (شيخ الليل- أسواق صنعاء ومجتمعها) «أن القمريات التي تستخدم في اليمن كانت تصنع قديما من الرخام الشفاف وأنها كانت موجودة في حضارة اليمن القديم حيث كانت تصدر الضوء من خلال فتحات مغطاة بالأحجار الرخامية الشفافة وظلت هذه الطريقة في الصناعة إلى زمن توفر الزجاج بدلا من الرخام الشفاف «18 فتغيرت طريقة صناعتها واستخدم الجص الذي يخلط مثل الاسمنت ويشكل باليد وعشقت بالزجاج الملون بدلا من الرخام الشفاف ضعيف الإضاءة.
ويعتقد الكثير من الباحثين أن استخدام النوافذ المعشقة بالزجاج الملون في المساجد يعود إلى ماتضفيه من جو روحاني للمسجد أو الكنيسة ويبدو أن الجو الروحاني الذي تضفيه القمرية المعشقة بالزجاج الملون قد تواصل واستمر في اليمن بعد دخول الإسلام فقدس اليمنيون القمرية باعتبارها الآلهة في اليمن القديم وقدسوها باعتبارها نموذجاً روحانياً إسلامياً بعد الاسلام مما ساعد على استمرارها في المعمار اليمني إلى الوقت الحاضر.
مراحل صناعة القمرية في اليمن
ويمكن أن نسرد مراحل تصنيع القمرية في اليمن من خلال تتبع مكوناتها والمراحل التي تمر بها وهي كالتالي:
1) مرحلة استخراج الجص:
الجص هو نوع من الحجر الجيري المحروق الذي يطحن على شكل ذرات بهدف خلطه ومزجه من جديد لاستخدامه كمادة رابطة في البناء أو تغطية الأسطح او الزخارف المختلفة على المباني وصناعة النوافذ الجصية وغيرها من الأفاريز وأدوات الزينة للبناء وغيره وفي اليمن «اشتهرت منطقة شبام الغراس باستخراج مادة الجير الأبيض (الجص) ثم حرقه في أفران خاصة وبيعه في عدة مناطق وذكر الهمداني أنه في شبام كانت تحمل الجصة إلى صنعاء وفي إشارة أخرى يذكر الهمداني أن شبام سخيم بها محفر الجصة إلى صنعاء وهذه المحافر توجد في شمال الغراس على بعد ستة كيلو تقريبا أسفل صخور رملية عالية داخل طبقات ترابية جيرية تبدو هذه الطبقات للعيان في الجانب الغربي أسفل جبل قهران وتستخرج منها كمية كبيرة من الجير الأبيض في محافر عميقة وينقل إلى الغراس حيث تتم عملية الحرق ثم ترسل بشكل رئيسيي إلى صنعاء20.
2) مرحلة صب الجص:
تقوم هذه المرحلة على عدة خطوات فبعد استخراج الجص من المحاجر يباع في الأسواق وتوجد أنواع جيدة ورديئة ويشتريه الحرفيون في أكياس يخزن فيها بعيدا عن الرطوبة في أماكن خاصة بعيدة عن المؤثرات الخارجية خاصة الماء وبعد ان يقوم الحرفي بإخراج الجص المطحون من الكيس يقوم بغربلته بواسطة غربال خاص بحيث يتخلص من الشوائب الموجودة بداخله وفي بعض الأحيان كون الجص من نوعية جيدة منقاة ومغربلة جيدا ولكن بفعل التزين تتحجر أطرافه لتعرضها للهواء والرطوبة فيضطر الحرفي إلى التأكد من عدم وجود رواسب متحجرة تؤثر على الصب والنحت الذي يحتاج إلى عجينة متماسكة جيدا بحيث لا تفسد أي شوائب هذه الخلطة وبعد غربلة الجص يقوم الحرفي بإضافة الماء إلى الجص بمقدار مناسب بحيث لا يزيد كثيرا فتصبح الخلطة رائبة جدا ولا يقلل من الماء فتكون متماسكة يصعب صبها في القوالب التي يعدها الحرفيون مسبقا بمقاسات وأشكال مختلفة وغالبا ما تصنع من الخشب سواء بأيديهم أو عند حرفي النجارة المتخصص في صناعتها وفي هذه المرحلة يقوم الحرفي بصب خليط الجص (الملاط) على القالب المخصص بالأشكال والمقاسات التي يريد تنفيذها حيث يختار القالب المناسب مسبقا وعادة ما يدهن القالب بالزيت أو بمادة عازلة تمنع التصاق الجص على القالب وبعد الصب يتركها الحرفي حتى تبدأ بالجفاف قليلا فقط ويقوم بنزعها من القالب وفي هذه المرحلة تكون عبارة عن كتلة متوسطة المرونة بشكل محدد ولكنها بدون ثقوب صماء من الجانبين21.
3) مرحلة تخطيط الزخارف:
في هذه المرحلة يقوم الحرفي بسرعة التخطيط للشكل المطلوب على سطح القمرية من اتجاه واحد وهنا يراعي فيها أن تكون معامل لدونتها متوسطة فلا هي جافة جدا ولاهي مرنة ويقوم بتنفيذ الزخارف عليها بنفس اليوم واللحظة حتى لا تجف فتصبح صعبة التشكيل والحفر.
4) مرحلة الحفر والتفريغ:
في هذه المرحلة يقوم الحرفي بحفر النقوش والزخارف التي قام بتخطيطها مسبقا بواسطة أدوات خاصة بالحفر بشكل سكاكين يقوم بواسطة بتفريغ الأماكن المراد ثقبها للجهة الأخرى ويقوم بعد ذلك بتجفيف القمرية جيدا ليوم كامل على الأقل وتنعيمها وصقلها جيدا بحيث لا تظهر عليها أي خشونة تشققات للاستعداد لكي تعشق بالزجاج في المرحلة القادمة
5) مرحلة تركيب الزجاج:
بعد أن يقوم الحرفي بتفريغ الجص من الأماكن المراد تفريغها يقوم الحرفي بتنعيم السطح الخاص بوضع الزجاج عليه ويقوم بقص قطع الزجاج كاملة ووضعها على السطح من جهة واحدة ويقوم بتغطيتها بطبقة أخرى من الجص تصل إلى سمك واحد سم فقط من الخارج ويكون الزجاج من اتجاه الخارج ويصل سمك القمرية بعد الصب الثاني من خمسة إلى ثمانية سم ويتم وضع طبقة من الملاط الناعم والرائب قبل وضع الزجاج بهدف لصقه على الجص ويقوم الحرفي بوضع وتركيب قطع الزجاج الملون بسرعة قبل جفافه ويوزعها على حسب الزخارف المحددة لها مع مراعاة أن تكون هناك زيادة نصف سم على الأقل من جميع الاتجاهات يغطى بالجص ويختم الصانع هذه الرحلة بتنظيف الزجاج بواسطة أدوات خاصة لينتقل إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة التشطيب النهائي
6) مرحلة التشطيب والتنعيم:
في هذه المرحلة يقوم الحرفي بعمل مراجعة أخيرة لسطح القمرية من الداخل والخارج بحيث يتأكد من نعومة سطحها ويستخدم نوعا من الصنفرة والاسفنجة الناعمة لتنعيمها ويراعي فيها نظافة الزجاج وأناقة المظهر وتترك ليوم أو يومين بحيث يتأكد الحرفي من جفاف الجص وثبوت الزجاج بشكل جيد بحيث تكون جاهزة نقلها إلى للتركيب.
7) مرحلة التركيب على المباني:
في هذه المرحلة يقوم الحرفي بنقل هذه النوافذ إلى المبنى الذي يقوم بتركيب هذه النوافذ عليه ويأخذ معه مسحوق الجص الذي سوف يقوم بخلطه بهدف تثبيت النوافذ على الجدران بحيث يقوم الحرفي بتوزيع هذه النوافذ على أماكن تركيبها ومراعاة أن تكون هذه النوافذ بنفس المقاسات المحدد مسبقا بحيث تلامس حافة العقود الحجرية للمبنى ويبقى فراغ بسيط فقط يتم تغطيته بالجص لسد الفتحات وتثبيت النافذة في مكانها الأخير على واجهة المنزل17.
الهوامش
1. المعجم الوسيط .
2. يحى وزيري – موسوعة العمارة الإسلامية – مداخل-بوابات -شبابيك مشربيات -خرط خشبي- ط – 1- القاهرة – مكتبة مدبولي – 1999م .
3. مصطفى عبد الرحيم – جامعة القاهرة – كلية الفنون التطبيقية - محاضرات في مادة انواع التشكيل الشعبي المصري –– مرحلة دبلوم ثاني لدى أكاديمية الفنون – 2018-2019م.
4. المعجم الوسيط.
5. عز الدين نجيب – موسوعة الفنون التشكيلية في مصر2 – في العصور اليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية –ط 1- القاهرة – دار نهضة مصر .
6. - يحى وزيري – موسوعة العمارة الإسلامية – مداخل-بوابات -شبابيك مشربيات -خرط خشبي- ط – 1- القاهرة – مكتبة مدبولي – 1999م .
7. المعجم الوسيط .
8. وهي كلمة باللهجة العامية في اليمن حيث أن كلمة خرم بضم الخاء تعني ثقب وربما قصد بها الثقوب التي تكثر في القمرية.
9. حنان نزار عبد المجيد غازي- الفكر التصميمي لعمارة السكن في صنعاء بين التقليد والمعاصرة – مجلة جامعة دمشق للعلوم الهندسية المجلد التاسع والعشرون-2013م.
10. مصطفى عبد الرحيم –أكاديمية الفنون –أ.د جامعة القاهرة – كلية الفنون التطبيقية - محاضرات في مادة انواع التشكيل الشعبي المصري –– مرحلة دبلوم ثاني لدى أكاديمية الفنون – 2018-2019م.
11. المرجع السابق مصطفى عبد الرحيم – اكاديمة الفنون – أ0د جامعة القاهرة – كلية الفنون التطبيقية - محاضرات في مادة أنواع التشكيل الشعبي المصري –– مرحلة دبلوم ثاني لدى أكاديمية الفنون – 2018-2019م.
12. مصطفى عبد الرحيم –أكاديمية الفنون –أ.د جامعة القاهرة – كلية الفنون التطبيقية - محاضرات في مادة أنواع التشكيل الشعبي المصري –– مرحلة دبلوم ثاني لدى أكاديمية الفنون – 2018-2019م.
13. المرجع السابق مصطفى عبد الرحيم – اكاديمة الفنون – أ0د جامعة القاهرة – كلية الفنون التطبيقية - محاضرات في مادة أنواع التشكيل الشعبي المصري –– مرحلة دبلوم ثاني لدى أكاديمية الفنون – 2018-2019م.
14. 1-عز الدين نجيب – عبد الحميد حواس – محمد كمال -موسوعة الحرف التقليدية في القاهرة القديمة –ط1- القاهرة -2005م
15. عز الدين نجيب – عبد الحميد حواس – محمد كمال -موسوعة الحرف التقليدية في القاهرة القديمة –ط1- القاهرة -2005م
16. يوسف الشريف - اليمن وأهل اليمن أربعون زيارة وألف حكاية- ط 1- القاهرة – دار الشروق 2008م.
17. إبراهيم بن ناصر إبراهيم البريهي- الحرف والصناعات في ضوء نقوش المسند الجنوبي – ط-1 الرياض – وكالة الأثار والمتاحف – 2000م .
18. ربيع حامد خليفة -الفنون الزخرفية اليمنية في العصر الإسلامي –ط 1- القاهرة – الدرا المصرية اللبنانية -1991م.
19. حنان نزار عبد المجيد غازي- الفكر التصميمي لعمارة السكن في صنعاء بين التقليد والمعاصرة – مجلة جامعة دمشق للعلوم الهندسية المجلد التاسع والعشرون-2013م.
20. إبراهيم بن ناصر إبراهيم البريهي- الحرف والصناعات في ضوء نقوش المسند الجنوبي – ط-1 الرياض – وكالة الأثار والمتاحف – 2000م .
21. علي وهبان حرفي يمتلك صناعة القمرية الشهيرة – حكاية موثقة على قناة الجزيرة مباشر بتاريخ – 16/9/2017م.
المراجع:
- روبرت هينلد - تاريخ العرب في جزيرة العرب من العصر البرونزي إلى صدر الإسلام 3200ق م إلى 630م –ط (1) –بيروت – دار قدس للتوزيع والنشر -2010م
- محمد جمال سباق الحويطي – لمحة عن صعيد مصر وأوجه التشابه بينه وبين شبه الجزيرة العربية – القاهرة- يسطرون للطباعة والنشر- 2017م.
- عبد الحميد صالح حمدان - تأريخ القبائل العربية في مصر – ط 1- القاهرة – عالم الكتب 2009م.
- الحكم العثماني في اليمن - فاروق عثمان أباضه -ط-1 القاهرة – الهيئة المصرية العامة للكتاب – 1986م.
- ربيع حامد خليفة -الفنون الزخرفية اليمنية في العصر الإسلامي –ط 1- القاهرة – الدرا المصرية اللبنانية -1991م.
- يوسف الشريف - اليمن وأهل اليمن أربعون زيارة وألف حكاية- ط 1- القاهرة – دار الشروق 2008م.
- عز الدين نجيب – موسوعة الفنون التشكيلية في مصر – في العصور اليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية –ط 1- القاهرة – دار نهضة مصر.
- إبراهيم بن ناصر إبراهيم البريهي- الحرف والصناعات في ضوء نقوش المسند الجنوبي – ط-1 الرياض – وكالة الآثار والمتاحف – 2000م.
- ول وايرل ديورانت – ترجمة محمد بدران – قصة الحضارة – الشرق الأدنى (2) الجزء الثاني من المجلد الأول – بيروت – تونس.
- عز الدين نجيب – عبد الحميد حواس – محمد كمال -موسوعة الحرف التقليدية في القاهرة القديمة –ط1- القاهرة -2005م.
- المعجم الوسيط.
- العمارة الإسلامية في مصر.
- مصطفى عبد الرحيم – جامعة القاهرة – كلية الفنون التطبيقية - محاضرات في مادة أنواع التشكيل الشعبي المصري – مرحلة دبلوم ثاني لدى أكاديمية الفنون – 2018-2019م.
- حنان نزار عبد المجيد غازي- الفكر التصميمي لعمارة السكن في صنعاء بين التقليد والمعاصرة – مجلة جامعة دمشق للعلوم الهندسية المجلد التاسع والعشرون-2013م.
- يحيى وزيري – موسوعة العمارة الإسلامية – مداخل-بوابات -شبابيك مشربيات -خرط خشبي- ط – 1- القاهرة – مكتبة مدبولي – 1999م.
- جمال سليمان علي عامر – الحرف والصناعات اليدوية في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام –رسالة ماجستير في حضارات الشرق الا دنى القديم - قسم شبه الجزيرة العربية –جامعة الزقازيق- إشراف – عبد المنعم عبد الحليم سيد – محمد عادل محمد عبد المنعم.
- علي وهبان حرفي يمتلك صناعة القمرية الشهيرة – حكاية موثقة على قناة الجزيرة مباشر بتاريخ – 16/9/2017م.
- نزول ميداني إلى مدينة الفسطاط للحرف التقليدية – لقاء مع حرفيين من قسم النوافذ الجصية المعشقة بالزجاج –شهر 12/2018م.
الصور
- من الكاتب.